حكايات جدتي
من التراث الشعبي الفلسطيني
الشاطر محمد
كان يا ما كان ، في قديم الرمان ، بلد من أجمل البلدان ، اسمها فلسطين
بالقوة اليهود أخدوها ، بس ولادها أبدا ما نسيوها ، وبالحب وبالخير في
قلوبهم حفروها ، وقصصها الحلوة للأجيال بحكوها ، واليوم بدنا نحكي
قصة من تراثها تعيد الذكريات ونرجع اللي فات ، صلوا على النبي
محمد خاتم الأنبياء والموسلين
كان في هالشيخ ، كبير بالعمر ، عمره حولين السبعين،
كان في هالشيخ ، كبير بالعمر ، عمره حولين السبعين،
بس ما عنده اولاد ، جرب طب والده ، و ما خلی
حكيم إلا راح عليه ، بسن بدون فائدة ، ووجته گانت
صغيرة بالعمر ، ويوم وهو قاعد بحوش الدار ، سمع
رجال بينادي الدوا اللي بيجيب اولاد ، الدوا الي
بيجيب أولاد
سمعه ، وسمعته زوجته ، نادوه ، إجا قال له الشيخ
اسمع إحنا جبنا الطب والدوا وما نفع ، قال له الحكيم:
طبيب إذا داويت زوجتك؟! قال له الشيخ : عطيك لما
تملی جيوبك ، قال له الحكيم : أنا مصاري ما بدي، بس
أول ولد يجيك بتعطيني إياه وبرجعلك إياه بعد خمسة
عشر سنة، أو بتعطيني إياه بعد خمسة عشر سنة ، فگر
هالختيار ، فگر ، قال : بعد خمسة عشر سنة يخلق
الله ما لا تعلمون، يا أنا برحل ، يا هو بيموت ، قال
الشيخ: أنا موافق ، بعد خمسة عشر سنة إن أجانا ولد
بتيجي تاخده ، كبر الولد ، وانتو عارفين ابن الحدوتة
يكبر بساعة ، وعلمه أبوه الشيخ القراءة والكتابة ، وتعلم
ركوب الخيل ، وصار هالشب اللي ما شاء الله
ويوم ما گمل خمسة عشر سنة اتفاجؤوا إلا والحكيم جاي ، قال
ابوه : بدي الولد ، بدي الشاطر محمد، قال له: كيف بدي
أعطيك إياه بعد ما ربيته وتعبت عليه؟ قال له الحكيم: اللي
أوله شرط آخره رضا ، شوية فقدوه ما لاقوه الحكيم يمشي
والولد لاحقه وكأنه الحكيم ساحرة ، يغني مطاوعه ، ظلوا يمشوا
لما وصلوا البلد ، الحكيم يقول الشاطر محمد بابا ، والشاطر
محمد يحكي للحكيم بابا ، الحكيم يطلع يعالج الناس والشاطر
محمد يقعد في الدار ، وأيام يطلع يتفرج ، ويتعرف
ع الناس، ويوم من الأيام وهو يمشي ، إلا هالرجال قاعد
ع باب الدار حاطط هالكرسيي ، وقاعد يدخن غليون ، اطلع في
الشاطر محمد، صار يصرخ يا بابا حبيبي ، صار يبوس فيه
ويبكي ، والشاطر محمد مش عارف شو يقول ، الرجال يقول له
يا بابا يا حبيبي يا محمد ، بعد ما هدي الرجال ، قال له الشاطر
محمد: يا عمي صحيح اسمي محمد ، بس مش ابنك ، قال
الرجال : أنا عارف بس إنت متل ابني الخالق الناطق
قال له الرجال : الله بعتلي إياك على شان ابل شوقي من ابي الي
مات في زهرة شبابه ، وقد الرجال يبكي ، والشاطر محمد صار
يبكي ، ويحاول يهدي بالرجال ، وبعد شوية فاتوا مع بعض ع دار
الرجال ، وقعدوا ، وكل واحد يقص قصته للثاني ، الرجال حگی
قصة ابنه ، والشاطر محمد قصته مع الحكيم الساحر ، قال له
الشاطر محمد: وبعدين شو بدي أعمل مع الحكيم؟ إذا شافني
بالبلد برجع بسحرني ، وبستبعدني، وأنا مش حابب أظل معه ،
قال له الرجال: بسيطة ، وقام جاب هالطاقة المطرزة ، وحطها ع
راس محمد ، قال له الشاطر محمد : شو هادي؟ قال له الرجال
انتظر ، نادى الرجال على الخادم ، قال له : صب القهوة ، صب
الخادم القهوة للرجال ، وصب القهوة للشاطر محمد ، صار الخادم
يتلفت حوليه ، قال له الرجال : طيب خلص روح ، راح الخادم،
قال الشاطر محمذ: خادمك ما بيشوف ضيوفك؟ قال له : ما
بيشوف اللي ع راسه طاقية إخفا ، إنت ع راسك طاقة لا بتخلي
حدا يشوفك ولا يسمع صوتك ، قال له الشاطر محمد بتخفي من الحكيم السياحر؟ قال له الرجال : بعون الله
قعد الشاطر محمد عند الرجال ، في النهار يطلع ويلبس
طاقية الإخقا ويدور في البلد ، ويوم وهو ماشي من تحت
هالقصر ، شاف هالبنت بتطل من الشباك ، قال بدي أطلع
عند هالبنت مادام محدش پيشوفني طالما أن لابس طاقية
الإخفا ، طلع وعبر من بين هالحراس وهالخدم ، وطلع
ع الدرج ، شو قصر ملوك؟! عبر من عند الطباخ و هؤ
يصف بهالجاج ، ع صواني هالرز ، راځ حط الطباخ جاجة
قام الشاطر محمد قسم منها وأكل ، صار الطباخ يطلع
حوليه ، ويقول : بسم الله ، عاود الشاطر محمد أكل منها
ظل الطباخ يتلقت حوليه ، تركه الشاطر محمد و طلع عند
البنت ، لقاها بتقرا بالكتاب ، ومن ساعة ما شافته قعدت
تنظف ، وقامت طلعت لوح هالخشب وصارت تحسب ،
قالت له : قيم الطاقية الي ع راسك يا شاطر محمد إنت
نصيبي من هالانيا ، إجيت و الله جابك ، إنت زوجي اللي
الكتب حكت لي عنك ، اظهر وبان عليك الأمان
الشاطر محمد فگر ، أظهر ما أظهر ، وبعدين ما قدر
يطلع ويتركها وراه ، قام هالطاقية وقرب وسلم عليها
وصار پحکي لها قصته ، قالت له : لا تتعب حالك أنا
بحلم فيك من يوم ميلادك ، ولما جيت على هالادنيا ،
وأنا عارفة إنك لازم تيجي ، قامت صفقت بإيديها إجوها
الخدم ، فرشوا هالسفرة، وقامت هي والشاطر محمد
أكلوا وشربوا وحمدوا الله ، بعد شوية فات أبوها عليهم ،
سألها
: مين هادا يا بنت؟ قالت له: هادا اللي طول عمري
بنتظره ، هادا الشاطر محمد ، قال له أبوها : يا ميت أهلا
وسهلا ، إنت الشاطر محمد اللي عشانك رفضت اولاد
الملوك؟ قال له : صحيح أنا الشاطر محمد ، قام زوجهم
وعمل لهم العرس الكبير
وبعد العرس قعد عندهم الشاطر محمد كم يوم ، وبعد هالكم يوم ، قال
الشاطر محمد لعمه : يا عمي البلاد طلبت أهلها ، قال له عمه : الله
يسهل عليگم ، راځ جهز هالزاد والزواد وقال لهم : الله يسر أمرگم،
مشوووا ... مشوووا ... زي ما تقولوا من هان للقدس ، وبعدها قعدوا
پرتاحو ا ، والله مالحقوا يقعدوا ، إلا هي بتقول له : آآآخ ... آآآآخ
البس الطاقية يا شاطر محمد ، هادا ابن عيري طلبني وأنا رفضاه من
شانك ، وهاي أنا وقعت تحت إيده ، سحب سيفه الشاطر محمد
وقال لها : تخلص لك عليه ، قالت له : سيفك ما يفيدك ، هادا ابن
عيني وأنا بعرقه ، ساحر ما في حدا أقدر منه إلا الله ، وروځه مش معه،
البسن طاقيتك وخلينا نشوف كيف بدنا نساوي معه ، لما وصلهم قال
ابن عمها : جابك الله والصيب ، طول عمرك ما بدك إياني ، وهاي الله
خطك تحت إيديا ، قالت لحالها : يا بنت طاوعيه ، قالت له : يا ابن
عمي هو أنا بدي ألاقي أحسن منك؟ قال لها : بسن اللي گان معاكي؟
قالت له : الشاطر محمد؟ قال لها : مين الشاطر محمد؟ قالت له :
هادا ساحر معاه طاقية إخفا ، وطلبني من أبوي ، وأبوي زوجني غصب
عني ، قال لها : وإذا موته؟ قالت له : بتريحني منه ، وأنا بتزوجك
قال لها : طيب .. طيب .. طيب ، قعد يحسبها شمال ؤيمين ، فيش
فايدة ، قام قال لها : ادخلي معاي على قصري وأنا بده
ودخلوا هالمغارة ، فات الشاطر محمد معاهم ، وعند باب القصر قرا
ابن عمها على الباب كلمتين راح الباب فتح ، الشاطر محمد حفظ
هالكلمتين وفات وراهم ، شو القصر ، تقول عنه قصر ملك ،
وهالخدم والحشم ، وهالمال اللي ما بتاكله النيران ، فاتت هي على
هالغرفة ، قالت لابن عمها : بدي غير ملابسي ، وهو راح يدور ع
كتب السحر ، والشاطر محمد دخل مع زوجته بالغرفة وسد الباب
ورفع الطاقية ، قالت له : اسمع خليك معي الليلة ، خليك جنبي
خطوة بخطوة ، وبعد العشا بنسهر ع كتب السيجر تعونه ، وأنا بخليه
ينطق ويقول وين روحه ، وبتروح تجيبها ، فتح عينيك وذنيك ، وغيرت
ملابسها، ومشطت شعرها وطلعت قعدت عن ابن عمها، إجوا الخدم
رتبوا هالسفرة اللي مليانة أكل، وقعدوا يتعشوا ، وققد الشاطر محمد
معهم ، بسن ما حد شافه ع راسه طاقية ، أكلوا وشربوا وضحكوا ، قعد
ابن عمها يقرا بالكتب ، وقعدت هي تاخد وتعطي معه عن السحر ومنه
كلمة ومنها كلمة ، قالت له : إلا قل لي روحك وين؟ قال لها : يا بنت
عمي قلبي وروحي في علبة في بطن ذيب في وادي الوحوش ، ذيب
أسود ، وعلى جبينه نقطة بيضة ، الشاطر محمد
سمع الكلام ، وسحب:
حاله وراح
يدور على الذيب ، نزل ع وادي الوحوش دور .. دور فش
فائدة ، وهو بيدور ، فگر یرعی شوية غنم ، الغنم بتجيب
الذياب ، مرت هالعجوز ومعها شوية غنم ، وقال لها
يا خالتي ، شو رايك تعطيني هالغنمات أرعاهن؟ قالت له:
بعطيك إياهن ، وصار يسوق هالغنم في وادي الوحوش ، وهو
لابس طاقية الإخفا ، مبين هالغنمات دايرة على راسها ،
ويوم .. إلا هالذيب الأسود جاي من بعيد على ريحة الغنم،
اطلع على جبينه وإلا هالنقطة البيضة ، سحب سيفه ، ولما
وصل الذيب قطع راسه، وفتح بطنه وطال هالعلبة ، ورجع
بسرعة للقصر ، وبطريقه رجع الغنم للعجوز
ولما وصل القصر ، لقي ابن عمها ناصب هالعرس ، وبيحكي لزوجة
الشاطر محمد : بدك تزوجيني ، وهي تقول : بصیرش أتزوج اثنين،
تخلصي من الشاطر محمد وأنا بتزوجك ، رفع الشاطر محمد
الطاقة عن راسه وقال : هادا الشاطر محمد وصل لعندك تعال
تخلص منه ، وزوجة الشاطر محمد صارت تزغرد ، وسحب ابن
عمها الساحر سيفه وهجم على الشاطر محمد .
رفع الشاطر محمد العلبة بإيده ، وقال : هادي آخر السحرالي
بتلعبوه في حياة ومصير الناس ، وقف ابن عمها الساحر وسقط
سيفه من إيده ، فرك الشاطر محمد العلبة ، وقع ابن عمها الساحر
على الأرض ، ونادي الشاطر محمد على الخدم : خذوا الساحر
الملعون ، واموه ، وقام الشاطر محمد لم لذهب والمال ، وأخذ
زوجته وراح على إمه وأبوه ، والتم الشيل ، ونشر العدل ، وعم
الخير عليه وعلى عيلته
وطار الطير وهدى الطير والله يمسيي السامعين بالخير